ومن لم يسمع بسليمان العيسى؟ شاعر الطفولة والحكايات القديمة، الشاعر الذي احتل مرتبةً عالية في أدب الطفل وأنجز أيما إنجاز، سليمان العيس...
ومن لم يسمع بسليمان العيسى؟ شاعر الطفولة
والحكايات القديمة، الشاعر الذي احتل مرتبةً عالية في أدب الطفل وأنجز أيما إنجاز،
سليمان العيسى الذي تنتهي كل قصيدةٍ طفولية جميلة باسمه، سليمان العيسى الذي يتردد
اسمه دائماً في عقول الكبار والصغار وسُجل في ذاكرتهم ورسخ بها من خلال أشعار
وقصائده الرائعة، الأسلوب ونسق الكلمات، الإبداع والوصول إلى مستوى العمر المطلوب،
الدخول في الخيال، متجولاً بين البلاد، وقاصداً هدفه الخاص، لنتعرف عليه بشكلٍ
أوسع، فمن هو سليمان العيسى؟
مولد سليمان العيسى وحياته
وُلد سليمان العيسى عام 1921م، في لواء إسكندرون،
وكان قد حصل على معرفته بالشعر منذ سنٍ صغير في مدرسة الكُتّاب، وهي المدرسة
الوحيدة التي كانت موجودة في القرية، فحفظ القرآن وكذلك المعلقات مع آلاف الأبيات
من الشعر العربي وديوان المتنبي، وحالما أصبح في التاسعة من عمره أو العاشرة أنهى
إنجازه العظيم في كتابة أول ديوان من شعره في القرية، كان هذا الديوان يتحدث عن
الفلاحين وهمومهم وبؤسهم.
وفي مدينة أنطاكية دخل المدرسة الابتدائية وتم
وضعه في الصف الرابع مباشرةً، وغادر لواء إسكندرون عام 1938م بعد سلخه من سوريا،
ليواصل دراسته الثانوية في حماة واللاذقية ودمشق، فذاق في حياته أشد أنواع المرارة
والتشرد وكافح كثيراً لأجل أمته العربية ووحدتها.
عمل في تدريس الأدب العربي واللغة في حلب عام
1947م، واستمر كذلك لمدة عشرين عاماً، حتى عام 1967م عندما انتقل إلى دمشق ليكون
أول موجّه للغة العربية في وزارة التربية، وكان يتجول بين البلاد ويضع في كل بلدٍ
إنجازاً خاصاً وشعراً لا يُنسى، ومضت الأعوام حتى توجه إلى كتابة شعر الأطفال، فلم
يقدم شعراً واحداً أو ثلاث، بل مكتبة كبيرة من الأشعار والقصص والمسرحيات، حتى
سُمي بشاعر العروبة والطفولة، ويظهر أثره في أدب الطفل واضحاً جلياً، وقد كان يحسن
اللغة الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى لغته الأم العربية، ويلم باللغة التركية.
زار اليمن عدة مرات لحضور المؤتمرات الشعرية
والمشاركة بها حتى أقام بها ما يقارب 15 عاماً.
توفي الشاعر سليمان العيسى في دمشق عام 2013م في
عمرٍ يناهز 92 عاماً قضاهم في نشر الخير والمحبة، وزرع خصال الإخلاص والتعاون وكل
صفات الخير في الأطفال وتعليمهم حتى يومنا هذا.
إنجازات أيقونة الشعر في أدب الطفل سليمان العيسى
قام الشاعر سليمان العيسى بالعديد من الإنجازات
في حياته، ومنها:
· إنجازه لديوانٍ ضخم مطبوع يضم أغلبه أناشيد
الأطفال.
· تم انتخابه كعضو في مجمع اللغة العربية بدمشق عام
1990م.
· شارك في ترجمة العديد من الآثار الأدبية مع زوجته،
ومنها قصص ومسرحيات من روائع أدب الطفل العالمي.
· حصل على جائزة الإبداع الشعري عام 2000م من مؤسسة
البابطين.
· عضو في جمعية شعر.
· رئيس تحرير مجلة المعلم العربي.
· أحد مؤسسي اتحاد الكتّاب العرب.
بعض الأبيات من أشعار سليمان العيسى في أدب الطفل
تنوعت قصائد سليمان
العيسى في مجال أدب الطفل ما بين التربوي والقومي والقضية الوطنية، حتى أن بعضها كانت
مزيجاً من كل هذه الأنواع، وهذا ما جعله الشاعر المميز في أدب الطفل، ومن أبياته
المشهورة في قضية فلسطين:
وجوهٌ غريبة.. بأرضي السليبة
تبيع ثماري.. وتحتلّ داري
وأعرف دربي.. ويرجع شعبي
إلى بيت جدي.. إلى دفء مهدي
فلسطين داري.. ودرب انتصاري
وللوطن العربي:
لي ولأجل الوطن الغالي
يعمل بابا دون ملالِ
بابا يتعب حتى نكبرْ
نبني نحن الوطن الأكبرْ
العلاقات الأسرية الحميمة:
أرسم ماما.. أرسم بابا
بالألوانْ
أرسم علمي.. فوق القمم
أنا فنّانْ
وفي بيتٍ يضم الكلمات الجميلة اللطيفة وتعبيراً
عن حب الأم:
«أنا عصفور
ملء الدار * قبلة ماما ضوء نهاري *
ما بين الفكر التربوي والوطني:
آخر حرفٍ.. يُدعى الياءُ
قولي معنا.. يا علياءُ
يحيا الوطنُ.. نحنُ الوطنُ
وتنوعت أشعاره إلى البلاد العربية مثل مصر:
ماذا عساني أقولُ.. يا حلوتي يا بتولُ
ماذا يقول نشيدي؟.. والنيلُ لحنُ الخلودِ
وأنتِ من ضفتيهِ.. ريحانةٌ في يديهِ ..
والجزائر:
ألف عذرٍ ، يا ساحة المجد ، يا أرضي التي لم
أضمّها ، يا جزائر
ألف عذرٍ ، إذا غمستُ جناحي من بعيدٍ بماحقاتِ
الزماجرْ
بيديكِ المصيرُ ، فاقتلعي الليلَ ، وصوغيه دافقَ
النور ، باهرْ
لك في الشرق جانحٌ عربيٌ يتمطّى عن معجزاتِ
البشائر
والكثير من الأشعار الأخرى التي لا يمكن ذكرها في
موضوعٍ واحد، وهي في ذاكرة أبناء البلاد العربية وبالأخص سوريا حيث تم تدريسها ضمن
المنهاج الابتدائي فاحتلت مكاناً مهماً في قلوبهم إلى يومنا هذا، رحمك الله يا
سليمان العيسى وأدام قصائدك مصدراً للعلم وذخراً للتقدم والنهوض.
تعليقات