عادات وتقاليد متنوعة من بلاد الياسمين سوريا تتنوع العادات والتقاليد العربية وتختلف من بلدٍ لآخر، وقد تتميز بلاد العرب بعاداتها ...
عادات وتقاليد متنوعة من بلاد الياسمين سوريا
الزخرفة الدمشقية وفن العمارة في سوريا
تتميز سوريا بنظامٍ عمراني رائع، ولو أنه مر عليه
الزمن وتغيرت طرق البناء فما زالت البيوت الدمشقية القديمة محتفظةً ببعضٍ من تاريخها،
يمكننا أن نرى في أزقة دمشق بعضاً من هذه البيوت التي ما زالت مأهولةٍ بسكانها، هذه
البيوت التي لم يكن عمارها بالشيء البسيط، فقد تميزت بزخرفتها فائقة الجمال،
والتي استمدتها من الزخرفة الإسلامية التي استوحتها من النبات والخط، مبتعدةً عن
تجسيد الإنسان والحيوان، فكان لها جمالٌ خاص وإبداعٌ يسلب الألباب، وتميزت البيوت
بكونها بطابقين أو ثلاث، مع ساحةٍ كبيرة تتوسطها نافورة جميلة، وكان البناء من
الحجارة الملونة والخشب المزخرف، حتى النوافذ تميزت بشكلها الرائع، وقد اعتادت
العائلات الدمشقية القديمة أن تسكن هذه البيوت ويتزوج أبناؤها بها أيضاً، وذلك بسبب
اتساعها مع الغرف الكثيرة، ولكن اليوم لم تعد تتوافر هذه البيوت بكثرة بل احتل
مكانها الأبنية الحديثة التي خلت من جمال البيوت العربية القديمة، وبالرغم من كل
ذلك ما زال البعض يلجأ لهذه الزخرفة ويزين بيته بها ولو لم يكن بيتاً عربياً
بالكامل، ولذلك نرى بأن العادات والتقاليد العربية قد تبدأ بالتلاشي أحياناً مع
الحداثة للأسف ولكنها لا تندثر بل تبقى محتفظةً ببعضٍ من أجزائها كي لا تُنسى.
الاعتماد على الطب البديل في سوريا
يعتبر الطب البديل من العادات والتقاليد العربية
التي تمسكت بها الكثير من البلاد حتى هذا اليوم، فمنذ أن ظهر الطب في بلادنا وظهرت
طرق العلاج البديلة بالأعشاب أو بالعلاج الفيزيائي فقد حصلت على الكثير من الشعبية
والنجاح، وكان لها فعاليةٌ كبيرةٌ بالفعل، فلم يتخلى عنها السوريون بالرغم من ظهور
الطب الحديث وتنوعه، وما زالت بعض الأمراض لا يعالجها سوى الطب البديل الذي أظهر
نتائجه، ولذلك يمكننا أن نرى إلماماً واهتماماً بهذا الطب والنصح به من قبل عامة
الشعب، فما إن تشكو ما يؤلمك حتى تحصل على الدواء البديل من شراب عشبي أو النصيحة
بتلقي علاجٍ فيزيائي من قبل مجربين حصلوا على الفائدة.
الكرم وتقديم الطعام في سوريا
عُرفت الشعوب العربية بشكلٍ عامٍ بالكرم وتقديم
الطعام للقريب والغريب، فكانت من أساس العادات والتقاليد العربية، وفي سوريا نلاحظ
ذلك بشكلٍ كبير، حتى أن الفلاح كان يجمع حصاده فيأخذ ما يحتاج لبيعه ولمنزله،
ويترك الباقي في مكانٍ خاص حتى يأخذه من بحاجته، كان ذلك قديماً ولم تعد الظروف
الحالية مواتيةً لذلك إلا من رحم ربي، وبالرغم من الظروف القاسية يمكننا ملاحظة استمرار
السوريين بتقديم الطعام بمختلف أنواعه وكرمهم في ذلك، فإن ذهبت إلى عزيمةٍ للطعام
فسترى شتى أنواع الأطعمة السورية اللذيذة والدسمة، وهذه الأطعمة هي دليل السخاء
والكرم، وهي مختلفة ومتنوعة من الكبة والمحاشي وغيرها، ولنا مقالٌ خاص عن الأطعمة
السورية التي لن يكفينا الحديث عنها هنا، وبالطبع فإن لرمضان وضعٌ خاصٌ في سوريا،
تستقبله بكل محبةٍ واشتياق وفيه أجمل التقاليد الإسلامية والعبادات، ويظهر فيه
الكرم بشكلٍ كبيرٍ جداً.
التقاليد والعادات العربية في سوريا ستبقى راسخة
بعد مرور عشر سنواتٍ تقريباً على الظروف القاسية
التي تمر بها بلاد الياسمين فما زالت تقاوم بشكلٍ صامد، وما زالت محتفظةً بأهم
عاداتها وتقاليدها، فلا شيء يقف في وجهها، منتظرةً اليوم الذي تعود فيه خضراء
نضرة، وتعود فيه أمجادها وقوتها وعزها، فنرى التقاليد التي عرفناها بها قد عادت
للعلن يمارسها كل فرد بأريحية، قريباً بعون الله.
تعليقات